في هذه المقالات أرى أن أذكر أهم محاور علامات الساعة ، ومدى علاقتها بواقعنا المعاصر
حيث أن الأمر اختلط على الكثيرين ، ولعل المشكلة الحيوية هي في فهم أسرار توقيت الأحداث المرتبطة بالأحاديث ..
وهذا الأمر في المحاور قد لا أخوض به لكن أضع الملامح العامة لموضوع علامات الساعة والفتن .
المحور الأول : علامة الهرج
تعتبر علامة الهرج من العلامات الأكثر وضوحاً في زماننا ، وسبق لي أن ذكرت في بعض المواضع أن الهرج الحالي قد يمثل المرحلة الضبابية التي تفصل بين الحكومة الجبرية والخلافة الراشدة ...
والهرج في اللغة يحمل معنى القتل والاختلاف والاضطراب والاختلاط ، والكذب .. فهذه المعاني كلها موجودة في لفظة هرج ، ولعل هذا هو سر استخدام النبي لهذه الكلمة لما لها من دلالات واسعة تصدق على الفتن بما تحمله من اختلاف فكري ولساني وما يترتب عليه من شحن نفسي وعاطفي ، ثم بما يسوق إليه من قتل غير مبرر .
أما أهم مواصفات مرحلة الهرج التي نستنبطها من الأحاديث فهو أنها تكون مرحلة عامة تعصف بالأمة في كل البلاد .. بحيث يبحث الإنسان عن ملجأ آمن فلا يجد .
ومن مواصفاتها إنها عبارة عن مقتلة في عمق فتنة لا يدري فيها القاتل لم قتل ولا المقتول فيم قتل .. بل من مواصفاتها أنها تكون أحياناً بين المعارف وبين الرجل وابن عمه وقريبه وغيرهم .. مما يشير إلى اختلاف شديد بين المسلمين يترتب عليه حالة من العنف والعنف المضاد وينتهي أمرها كما قال النبي عليه السلام : وأنتم قليل نادمون .
ويظهر أن ظاهرة الهرج تنتهي حين تنتهي بمقتلة الفرات المذكورة في الأحاديث ، وتكون في عمق فتنة الدهيماء التي من أهم أوصافها أنها تميز بين المؤمن والمنافق .
والحقيقة من ينظر إلى ما آلت إليه سوريا واليمن والعراق وليبيا يعلم معنى هذه العلامة التي ركزت عليها أحاديث النبي عليه السلام .
وحالة الهرج لا نعلم حقيقة متى تنتهي ، لكن الإشارات الكثيرة ترشد إلى قرب نهايتها .
الكرة الأرضية .. لكن هل هذا الأمر بعيد .. بالنسبة لي لا أظن ذلك ، فكل العلامات السابقة قد تفاجئنا في سنة واحدة نتيجة تغير ما له تعلق بالحدث الكوني وآية الدخان التي يمكن أن تفاجئنا في كل لحظة .
طبعاً لا يشترط أن تحصل هذه العلامات قبل العلامات الكبرى ، بل قد يكون بعضها ملابساً أو أثراً من آثار أي علامة من العلامات الكبرى خاصة آية الدخان .
أما القول بأن تكليم السباع مجازي وليس حقيقي وكذلك تكليم الفخذ ، فهذا يحتاج لتفصيل موسع ليس هنا .
لكن ما أود أن أشير إليه هنا أن هذه العلامات لا تمثل مشكلة إذ يمكن أن تحصل آية الدخان وهي من العلامات العظام أو الخسوف الثلاثة قبل العلامات التي ذكرتها هنا ، خاصة العلامات التي تتحدث عن تغير سنني في الأرض ، وهذا ما يجعل عنصر المفاجأة بالدخول في الآيات العظام متصوراً في كل لحظة .