عالم الرؤى (مقدمة)

أضيف بتاريخ 06/06/2024
Aysha Møhammêd


عالم الرؤى والمنامات هو بوابة الغيب الوحيدة المتبقية للأمة بعد الوحيين ، وهذا العالم وفق الآثار يتألق في عصر الظلمات والفتن كإشارات وبشارات تنير الطريق عبر العتمة ، هذا العالم العجيب والذي يجعل للإنسان عبر الأثير والروح نافذة نحو عالم الغيب إما برؤى تنبؤية أو تحذيرية أو مبشرات تنتقل للروح خلال انطلاقها وسياحتها في الكون حال النوم ، وبعض الأرواح ترتقي في سياحتها حتى تصل إلى أماكن نورانية عالية تحت العرش لتتلق مدد السماء لأهل الأرض في غربتهم وتيههم .

وللأسف مع أهمية الرؤى والمنامات إلا أنه لا يعيرها اهتماماً إلا نوعية من الناس كان للرؤى تأثير واضح في حياتهم ، وإلا بالرغم من أن البشر بشكل عام لا تخلو مناماتهم من الأحلام ، بل تشير الدراسات أن الحيوانات أيضاً تحلم في منامها .. لكن قلة من البشر أو نوعية منهم هم من ينالون خصوصية الرؤى المؤثرة .. لذا لا يهتم بها إلا من كان لديهم هذه الخصوصية ، أو أولئك الذين عاينوا بركة هذه الرؤى في المحيطين بهم .

وقد أولت البشرية بجميع عروقها وطبائعها للرؤى اهتماماً خاصاً ، وتناولها الفلاسفة والعلماء بالتحليل ، ودرجت الأديان السماوية على بيان أهميتها ، والاجتهاد في فهمها وبيان أثرها في حياة الإنسان ومستقبله .. من هذا الوجه هذه الدروس يراد بها كشف أهمية الرؤى والمنامات ومدى علاقتها بالعالم الغيبي ، ومدى أثرها على حياة الإنسان ومستقبله ، مع محاولة للتأصيل الموضوعي الذي يخرجنا من دائرة التهويل أو التهوين في عالم الرؤى بوضعها في مكانها الطبيعي كوسيلة من وسائل ارتباط عالم الغيب بعالم المشاهدة ، أو حبل الأرض المتعلق بتلابيب السماء .

وفي هذه المدارسة سأتناول عالم الرؤى بالتحليل من خلال بيان أهميتها ومصداقيتها ، ومناهج التأويل لها .. والطرق الحيوية التي تمكننا من استثمارها بطريقة صحيحة بعيداً عن الهوس والوهم .