رؤية عن آية الدخان والحدث الكوني

أضيف بتاريخ 04/29/2024
رامي الجهني


هذه رؤية أحببت ملاحقة بعض معانيها وهي تتحدث عن الحدث الكوني .. والرؤى الصادقة يصدق بعضها بعضاً ، فهذه الرؤية هي من مصدر تحقق دلي أنه مصدر ثقة ، والأمر الثاني هو أن رموز الرؤية توحي لك بمصداقيتها حتى لو لم تعلم صاحبها ... وبالرغم من أنه مر علي قرابة العشرين رؤى تتعلق بالحدث الكوني وآية الدخان .. وبعضها تحكي ذات التفاصيل التي ذكرتها من قبل أكثر من عشرة أعوام إلا أنني لم أتناول هذه الرؤى بالتحليل والتفسير هنا .. واقتصر حالياً على هذه الرؤية التي تحوي رموزاً دقيقة .
تقول الرائية وهي من تونس : (أما الرؤيا فهي كالتالي الرؤيا هي رأيت معلما وبجانبه رجل وانا اقول له لقد رأيت رؤيا فيها آيتان ..رأيت علامة هاشتاغ والآية واذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر حتى؟ ....مفسدين فقال ما معنى ذلك ؟ فقلت :  هذه تخص الماء إما أن يكون فيضان أو تجف الارض حتى نضطر أن ننقب عن الماء ،  أما الآية الثانية فهي : وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي ... ثم رأيت أنني أخرج من المنزل ، وكان الضباب كثيفا يغمر المكان بحيث تصعب الرؤية ، ورأيتني اتجه لموقف سيارات بحينا كنت لا ارى الا المحيط الذي امشي فيه وكان سمك الضباب كثيفا جدا حتى وصلت لذلك الموقف ، رايت امرأة مغشى عليها على الارض كأنها ميتة ، ورأيت السيارات ترتفع الى أعلى وتنزل بقوة الا سيارتنا فقد كانت ثابتة في مكانها ،  وتبسمت لأنني رأيت اننا مازلنا نحتفظ بنفس السيارة والحال في الواقع اننا ننوي تغييرها والتاريخ كانه ثلاث سنوات أخرى نظرت الى السماء فاذا الضباب يخيم على السماء والارض معا وكان كانه يتدفق من السماء..رأيت هذه الرؤيا في اواخر 2016 )
التعبير :
هذه الرؤية عندي تحكي قصة الحدث الكوني وآية الدخان ، والعجيب في الرؤيا أنها حملت رموزاً ظاهرها متناقض لكنها صادقة في بيان المراد ... هذه الرؤية تذكرني برؤية أن الملائكة تنزل إلى الأرض لتحمي المؤمنين من يوم كيوم نوح ..
يوم كيوم نوح يراد به أنه يوم فيه عقوبة عامة لا تقتصر على بقعة معينة من الأرض ، وهذا هو شان الطوفان الذي كان في نظر الأكثرين أنه عم مساحة واسعة .. وهذا متصور في طبيعة الطوفان .
فالمقصود بيوم نوح هنا أنه يوم يعصف بكل الكرة الأرضية وليس مخصوصاً ، فوجه الشبه ليس في طبيعة يوم نوح ، بل بعمومية اليوم وأثره على البشرية ، فبشرية ما بعد الطوفان هي غير بشرية ما قبل الطوفان .
لكن هنا الرؤية أعطتنا رمزية عجيبة ليوم كيوم نوح وهو أنها بدلاً من أن تذكر آية نوح عليه السلام ذكرت آية موسى عليه السلام .. وهي (وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. ) [ البقرة ]
الرؤية ذكرت هذه الرؤية لتعطي إشارة إلى بداية الطوفان بأخذ رمزية معينة منه وهي انفجار اثنتا عشرة عينا من الأرض ... وهي تذكرنا ببداية الطوفان والذي فيه ( ففجرنا الأرض عيوناً )
فلماذا استعاظت الرؤية بآية موسى عليه السلام ولم تذكر آية نوح عليه السلام المؤذنة ببداية الطوفان ، هنا سر الرؤية .
فرمزية الإمام المهدي هي موسى عليه السلام ، وموسى عليه السلام جاء كمخلص لبني إسرائيل من فرعون وجبروته .. وقد حصل له ذلك .. والاستسقاء كان منه عندما تغرب هو وقومه في البرية أو الصحراء واشتد عطش قومه .. فطلب هذه الآية واستجابت له الأرض .
إذاً ما طلبه موسى في هذه الآية هو تخليص قومه من حالة العطش وإيجاد مقر لإقامتهم .. هذا المعنى هو المراد من الرؤية .. بأن الحدث الكوني من الدرجة الأولى هو لتخليص الأمة مما هي فيه من عطش وضياع وعدم استقرار اكثر من كونه تدمير للأرض ..
هنا الرؤية جاءت كبشارة وهونت من أثر الحدث الكوني بأنه سيكون ضربة مسومة لن تدمر كل شيء ، بل ستكون ضربة موجهة يقصد بها قوم دون آخرين .. فالأرض لم تتفجر عيوناً .. بل انفجرت اثنتا عشرة عينا بقدر عدد الأسباط ..
فبداية الحدث الكوني هو نفسه سيكون بداية الفرج للأمة بإذن الله حتى بالرغم من صعوبته ، فهي ضربة انتقائية لذا جاءت رؤية الملائكة لترشد أنها ستنزل لتحمي المؤمنين من يوم كيوم نوح ..
إذاً بداية الحدث هو زيادة الهم على الأمة وارتفاع الدعوات لتخليصها وإذهاب ظمئها .. وإذهاب الظمأ لا يتأتى إلا بحدث عظيم يغير معالم الأرض وعناصر التحكم فيه ..
من هذا الوجه كشفت هذه الرؤية للبداية ، وجاءت البداية على شكل بشرى خير ، فهي وإن كانت ضربة عذاب إلا أنها ضربة انتقائية يراد بها التدبير للمؤمنين حال وصولهم إلى حالة عجز كما حصل مع بني إسرائيل في عمق الصحراء .
وبالرغم من مخاوفي الكثيرة من بداية الحدث إلا أن هذه الرؤية جاءت كالبلسم الشافي في بيان طبيعتها .. لذا جاءت ببشارتين .. الأولى قصة موسى وانفجار اثنتا عشرة عينا في عمق الصحراء من الحجر .. أما النهاية فكانت من نفس قصة الطوفان وهو يوم الفرج العظيم ويوم النصر المبين لنوح ومن معه على السفينة وهي تلك اللحظات التي جاء فيها الأمر للأرض بأن تبلع ماءها ...
إذاً هذه هي الرمزية الأولى في الرؤية .. أما الرمزية الثانية فالمرأة المغشى عليها إشارة إلى أن يوم نوح الثاني وهو آية الدخان هو في حقيقته أشبه بالساعة نفسها من حيث الأثر .. فهو كزلزلة الساعة وأثرها على البشرية لذا جاءت رمزية المرأة المغشى عليها كأنها ميتة وهذا يذكرك بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) [ الحج ] ...
نلحظ في الآية أنها ركزت في أثر الساعة على المرأة الحامل والمرضع .. والتغشية نجدها في آية الدخان ( يغشى الناس هذا عذاب أليم ) .. فهذه الرمزية بمجموعها أرشدت لها هذه الرمزية .
أما الرمزية الأخيرة فهي الضباب الكثيف جداً ... أو السحاب المركوم ..  (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) النجم ..

 

لذا أحداث الرؤية المتبقية هي تحكي الحدث نفسه وكيف يقع مع الناس ويظهر من الرؤية أنها بشارة لأهل الرؤية نفسهم بأنهم من أهل النجاة من الحدث .. لذا ثبتت سيارتهم والسيارات الأخرى تتطاير هنا وهناك .. وهذا يذكرني بتوصيف عيسى عليه السلام عند الحدث الكوني وآية الدخان الذي أشار فيه أن امرأتين تطحنان في الرحى تموت واحدة وتبقى أخرى .. ورجلان يكونان في الزرع يموت احدهما ويبقى الآخر .. مما يشير إلى أنها ضربة ربانية انتقائية . 
والرؤية في آخرها حملت توقيتاً يربطنا إما ببداية 2019 أو في نهايته .. وهذا التوقيت يلتقي عندي مع مدلول كثير من الرؤى لكن ليس لنا إلا قول ربنا :  فارتقب إنا مرتقبون .. وانتظروا إنا منتظرون ..